اميرة الجن المظلومه
هذا اليوم الامير الاكبر من اولاد الملك يعد مادبة ..
فغدا هنالك معازيم مملكة الكاريبي المسلمون ..
وسيكون ذلك غدا..
قد كانت هنالك قصة حب قديمة.. بين سلطاننا وملكة الكاريبي
حينما كان السلطان فتيا كماروي لي.. كان يعمل في جنود السلطان السابق ..وكان من رعاة الدلافين..
فكان كثيرا ما يذهب بمراحه الى جزر الكاريبي..
فقابل الملكة التي كانت آنذاك اميرة جميلة..
واحبها وكانت بينهما للقاءات سرية ..
على بعد اكثر من مئة وخمسين ميلا في السماء..
فكشف ملك الكاريبي هذه العلاقة..
فزوج بنته من ابن عمها زواجا اجباريا..
مات زوجها ولم تنجب منه ..
ومات ابوها بعده بشهر ..فتولت العرش وهي في العدة ..
ومنذ ذلك اليوم ..وبدات علاقة ذات طابع مختلف بينها وبين سلطاننا..
على كل غذا ستاتي هذه الملكة العظيمة.. وساراها لاول مرة..
اصبح الصباح ..
اليوم اصبح الصباح في القصر كغير عادته..
فالترتيب غريب ..وكل الخدم في شغل وتنظيم حتى البستاني اليوم قام يقص الاشجار وينظم المزاهر قبل شروق الشمس
ولاول مرة ارى شقيقة الملك الاميرة وردة ..
وهي تصحب ابنتها الصغيرة ..
اتذكرون تلك الصغيرة التي سألتها عن قصة الفتاة المحبوسة؟
وفرت هاربة من سؤالي؟
نعم هي نفسها تمشي مع امها.. والام تشرف على العمل اليوم بنفسها ..
انها اميرة جميلة لم تر عيناي مثل ماعليها من الحلي والزينة..
وانا امام باب غرفتي.. واذا بالصغيرة تؤشر لامها نحوي..
فامسكت الام يد صغيرتها ..ذات الاصبع الممدود نحوي ..
خشية ان يراها احد تؤشر الي.. او خشية ان اراها انا.. لا ادري
ولكنها تمنعها من الاشارة ر ..
ما لا أشك فيه الان ان الصغيرة اخبرت امها بسؤالي لها ..
لاحظت الام اني رأيتهما ..فاشارت نحوي بالسلام فرددته..
ثم انشغلت بامورها ..ودخلت غرفتي.. واذا بنداء الملك ينطلق نحوي ..
فلبست وتعطرت وذهبت اليه..
قال لي يامهران اريدك في كلام ..وهو سر ..
واجلسني وقال لي..
انت الان يامهران اقرب القادة الى قلبي.. اريد ان ابوح لك بسر..
قلت انا اسمعك بكل قلبي يامولاي..
قال لي ان ملكة الكاريبي ستأتينا اليوم..
وانا ارى اني غير قادر على تمالك نفسي ..
فانني احبها حبا لايخطر على بالك ..فبما توصينني وكيف اقابلها ..؟ ولا اريد لاحد ان يلاحظ..
فقلت له انت تعلم يامولاي ان جدتي التي علمتني اسرار الجن
ماتركت في خزينتها من الاسرار شيئا الا وعلمتنيه..
فاشرب ناقع الخردل ..يخفي مشاعرك ويبلد احساسك..
فتبسم الملك ..وقال لي انت كنز ثمين يامهران.. اذن جهز لي الخردل المنقوع..
فقلت امرك يامولاي...
وقبل ان اخرج.. قال لي يامهران.. ان اختي الكبيرة.. التي قابلتك اليوم..
مات حارسها قبل شهرين بعلة..
فهل تقبل ان تكون لها حارسا.. في حال وجودك في القصر.. او خروجها منه؟
فقلت امرك يا مولاي.. ومما يسرني هو خدمتكم بكل ما استطيع..
فقال لي اذهب علي بركة الله..
ثم ارسل نداءه الى اخت يخبرها.. وانا انطلقت اجهز الخردل للملك الذي في كل يوم يزداد حبه في قلبي..
روائح الشواء.. وطوازج الطعام.. تفوح في ارجاء القصر..
جهزت ناقع الخردل.. ووضعته في غرفتة الملك..
وانتصف النهار.. وبدأت وفود الجن الطيار تتقاطر هابطة من السماء.. قادمة من جزر الكاريبي..
انهم باشكال جميلة.. زاهية الالوان.. يلبسون ملابس تختلف عنا..
ويعلقون العقود الماسية.. على صدورهم..
ولم يحن حتى الان هبوط الملكة..
نثر الملك السحاب المصنع في سماء القصر.. واطلق هواء عليلا..
يمر على حشائش القصر واشجاره..
رطبا جميلا..
ووضعت الموائد ..واوقدت الجن الكوفيه اجمل قناديل الزينة الزجاجية..
وبعد قليل نزل الوفد المرتقب.. انه وفد الملكة المنتظرة.. تصحبها فتيات كانهن خلقن من اللآلئ .. يحففن بها من الجهات الست..
وكل واحدة تحمل صندوقا ذهبيا.. لا اعلم ماذا يحتوي..
هبطت الملكة على ارض القصر.. في جو غارق بالفرحة والترحيب والموسيقى..
استقبلها جلالة الملك بنفسه.. بعد ان شرب ناقع الخردل..
استقبلها بثبات شديد.. حتى انا لم الاحظ شيئا يدل على شغفه بها..
ولكن شغفها به ظاهر..فان عينيها لاتفارقه ذاهبا وراجعا..
جلسا معا وتحدثا كثيرا..
في مائدة تضمها الاثنين فقط..
بعد قليل نزلت امراة معها توأم من الصبيان.. في عمر الرابعة تقريبا ..
فقال لي احد الخدم قدم تحياتك لاميرةالقصر زوجة الملك
وتقدمت هي وادت التحيات الراقية للملكة الضيفة..
ولم تجلس على مائدة الملوك.. بل انشغلت بالخدمة تامر وتنهى..
فاشار اليها الملك ان تجلس معه في مائدة الملوك..
فلبت وجلست لتكون ثالثة الجالسين..
ذهبت انا ورتبتs/adsbygoogle.js">
احوالي وجاءني نداء الاميرة وردة..
وذهبت لاصحبها ..
وجئت بها الى المكان ..فناداها الملك ايضا لتكون الرابعة في مائدة الملوك..
وانا انظر من بعيد.. فاذا بوجه الملكة الكاريبية يتغير..
لعلها كانت تريد ان تجلس مع الملك بمفردها..
ثم سالت سؤالي وقالت اين الاميرة سلمى؟
انا في شوق لان اراها..
فسكت كل الجالسين معها.s/adsbygoogle.js">
.
فاجابها الملك بصوت مكسور مختصر..
قال لها انها متوعكة قليلا.. لاعليك كلي كلي..
يارب من هي الاميرة سلمى ؟؟
تكلم الملوك باجمل الكلام.. ونثروا وقالوا اجمل الشعر..
وحكوا حكايات لا تخطر على بالكم من عجائبها..
فحكايات الجن تمتلئ بالعجائب والغرائب.
تناولوا الطعام ثم قالت الملكة الكاريبية..
متكلمة مع السلطان..
هل بامكاني محادثتك على انفراد جلالتك ؟
فقام معها وهو يقول اكيد اكيد..
كاني انظر الى عباءئه يجر اسفل طرفها على الحشائش..
حتى دخل معها صالة كبار الزوار..
هنا قالت لي الاميرة وردة هيا يا مهران..
فان ياقوتة تتناول دواء بانتظام..
(ياقوتة هي الطفلة الصغيرة)..
فقلت لها عافاها الله ماذا بها..
قالت لي قبل عامين وهي تنزف من تحت اظافرها..
فوصف لها الاطباء دواء خفف من حالتها ولكنها لم تنقطع عنها..
فقلت لو سمحت لي جلالتك فاني ساصنع لها دواء اليوم..
ولن يعود اليها النزيف بعده..
ففرحت الاميرة فرحا ساستغله في..
سؤالها عن الفتاة المحبوسة وليكن ما يكون..
اوصلتهما الى الجناح المخصص لهما في القصر..
وطرت ابحث عن عناصر الدواء..
وماهي الا لحظات واتيت بالدواء جاهزا..
والحمد لله بالتمام والكمال..
قلت للاميرة وردة..
يامولاتي هل تسمحي لي بسؤال..؟
فقالت اسأل يافتى..
فقلت لها ماشان الفتاة المحبوسة في الغرفة ؟
فقالت لي : كنت اعلم انه سؤالك..
فقد اخبرتني ياقوتة انك سألتها..
فهل انت مستعد لمعرفة القصة..
فانهاتحتاج منك للشجاعة..
فقلت لها ستجديني شجاعا يامولاتي..
فقالت اذهب الى غابة الحسينيين..
واسأل عن بئر الضباع..
وهي بئر قديمة مهجورة..
بالقرب منها شجرة زيتون عجوز..
على بعد طبقتين بباطن الارض ستجد كتابا..
كتبت فيه ماجرى للفتاة المحبوسة..
وانا لست مسؤلة بماسيجري لك جراء بحثك هذا..
فانه امر بغاية الخطورة..
فذهبت الى الغابة وهي غير بعيدة عن القصر..
ولم اسأل احد عن بئر الضباع..
فانها كانت واضحة المعالم..
لكثرة الضباع حولها..
ورائحة القاذرورات وفضلات الضباع تملا المكان..
وشجرة الزيتون القديمة مترامية الفروع..
بجوار البئر تقدمت في خطى ثابته..
انا تحولت الى نافقاء عملاقة..
وهي دابة تشبه الحرباء ولكنها تحفر الارض بسرعة واتقان..
لها جحر في الرض له منفذان.. اذا اتيتها من احدهما خرجت بالاخر..
وعليها سمى الله النفاق..
تشبيها للمنافق بها ..
فلما راتني الضباع فزعت وهربت عن اخرها ..
فقد تحولت انا الى حجم مخيف فعلا..
وبدأت احفر الارض كما وصفت الاميرة وردة ..
بدات في حفر الارض بهمة عالية.. وكانت مخالبي أشبه بالخناجر.. الفولاذية..
وبعد طبقتن من التربة ومع الحفر المتواصل..
أخرجت صندوقا من الفخار ..مغلقا بغطاء من الفخار..
مسددا بالطين فهو محكم بشدة - ما أذكى هذه الأميرة..
فقد حافظت عليه من آكلة الأرض..
فقد يمكث مابداخل الصندوق آلاف السنين ويكون على حاله..
فتحت الصندوق بمخلبي فوجدت قطنا معطرا..
فلما بحثت بداخل القطن وجدت الكتاب..
فحملته بصندوقه وطرت به الى فسيح الصحرا.. حيث لا يراني أحد..
وقعت عيني على شجرة ظليلة بوسط الصحراء فهبطت اليها..
وكانت الساعة ظهرا..
جلست في الظل الظليل مع ان فيح الصحراء يلتحف المكان..
فتحت الكتاب لابدأ القراءة فلما فتحت الصفحة الأولى..
وجدتها بيضاء لا كتابة فيها وبدأ يخرج منها دخان..
كانها تحترق وكثر هذا الدخان حتي كدت ان أختنق..
وأخذت الورقة تتموج كانها داخل صحن من الماء الصافي .
ثم ظهرت فيها شفتان ولسان من فم ٠يتكلم بصوت مسموع ٠
يقول..
ياحامل هذا الكتاب هل أذن لك بالاطلاع عليه ؟ قلت له نعم..
قال وماهو مفتاحك؟ قلت مفاتيحي اربعة أولها الأميرة وردة . وثانيها
الغابة الحسينية . وثالثها بئر الضباع
ورابعها شجرة الزيتون العجوز..
فقال لي قبلناها هل تحب ان تقرا او تستمع ؟
فقلت له من انت؟
فقال لي قبلناها هل تحب ان تقرا او تستمع ؟
فقلت له من انت
فنطق وقال انا روح الكتاب فقد ألزمتني الأميرة بخدمته وحمايته
فقلت اريد ان استمع فقال لي ضع الكتاب
في الصندوق واترك الصندوق مفتوحا
ففعلت. فبدأ بصوت يشبه صوت الاميرة وردة تماما
وقال كانت الاميرة سلمي زينة بنات الملك زكي الدين الكوفي
وهي أخت السلطان تقي الدين الصغرى
وكنت انا الأميرة وردة أختها الكبري أكبر منها بعشرين عاما
وكنت لها صديقة وشقيقة ورفيقة
كانت الاميرة سلمى أصغر من السلطان بخمسة عشر عاما
وهو أصغر مني بخمس سنين
كان يحبها بعد موت ابيها الذي تركها في السادسة من العمر
نشات في كنف أخي السلطان تقي الدين
وشبت تحت الدلال والدعة
لما بلغت السادسة عشر أرادت ان تبلغني سرا دفينا
وقالت لي يا أختاه
ان هنالك فتى من فرسان الجيش كلما اراه يضطرب جسدي
ويخفق قلبي واتمني ان لو أراه في كل لحظة
يا أختاه .. ليلي ونهاري وانا أحتضن صورته في خيالي
لو رايت فرسه مربوط تغمرني الفرحة
لأ أحلم في نومي الابه أذكره كل يومي حتي منامي
وأذكره في اول ساعة يقظتي
أرأيت ياوردة في يوم جاء من المعركة مجروحا
فاصابني هلع عليه وخوف حتي مرضت
لا أتمني قرب أحد مثله أتمني ان يكلمني بكلمة
ماهذا يا أختي ما الذي أصابني ؟
وانا أنظر اليها بدهشة وانتباه
قلت لقد أصابك العشق ايتها الصغيرة ..
فمن هذا المحظوظ بجميلة الجن؟
فقالت انه حافظ العدني ..
قلت لها يا أختي تعلمين أن السلطان لايسمح لك به .
فانه من الجن مخلوطي الانساب
وحافظ في نسبه دخن معلوم مع اني أعلم جمال نفسه
ووسامة وجهه وشجاعته وقوته
فقالت لي نعم يا أختاه أنا أعلم كل ماذكرت ولكن صدقيني
ان الامر فوق طاقتي واكبر من سيطرتي ..
ثم بكت وقالت يا أختي اسمحي لي بلقاء معه
فانني أخشى ان تزهق نفسي شوقا للقياه .
فرق قلبي لدموعها وخوفي عليها..
ثم ذهبت الى جناح الفارس حافظ العدني
فهو شاب من الجن المسلمين من اليمن ثم من عدن
جميلا فاتنا ذكيا لبقا شجاعا عطوفا طيبا.
فلما وصلت وجدته مريضا سلمت عليه فلما رءاني نهض في خفة
وقال مولاتي ؟ قلت إهدأ فاني اراك مريضا . ماذا بك ايها الفارس
فقال لي علة لا أعلمها.
ارهاق في روحي وشرود في ذهني
وسهر بالليل واضطراب بالنهار
فقلت لعلك مغرم يا حافظ فبكى
وقال لي اني لن أكذب على مولاتي
ولكني ارجوها ان لاتسألني عن شئ بعد .
إني متيم هالك يامولاتي .
فقلت له من هي المحظوظة فقال لي
لاهي محظوظة بي ولا أنا محظوظ بها
انها لاتعلم بعشقي وما أنا بطامع في قربها
أخشى يامولاتي أن يسمع الملك
فيعاقبني عقابا تقشعر له جلود الجن في بقاع الأرض
فهل تكتم عني مولاتي إذا أخبرتها بالصدق ؟
قلت له أعدك بذلك ياحافظ
فقال إنها الاميرة سلمى ولكن يامولاتي
هي صغيرة وهي لاتعلم فلاتخبريها
فهو امر لاطمع لي فيه فساصبر واصبر
حتي تختفي علتي وما أظنها او يهلكني عشقها
فقلت له يا ايها الفارس المقاتل العظيم
اعلم ان الاميرة سلمى متيمة بك
كما انت بها متيم
فما كدت اكمل حديثى حتى انتفض
كانه مصاب بالبرد
وكملت وقلت له
اعدك انني ساحاول جاهدة على ان اجمع شملكما
ما استطعت الى ذلك سبيلا
وانا اعلم ما سيعيقني من العقبات والمخاطر
ولكن المحاولة لاتعييني
وساصنع لكما خط من التخاطر في خفاء لايعلم به الا الله
((والتخاطر هو مكالمة قلبية بين جني واخر
وهي لاتكون الاعند الملوك وقادة الجيوش العليا ))
اتركك في رعاية الله ايها العدني
وذهبت مباشرة الى الاميرة سلمى لازف لها بشارتين
الاولى قلت لها ان المقاتل متيم بك
فما كادت تصدق فلما قلت لها ساصنع لكما تخاطر كادت تطير من الفرح
والله يعلم ما اصابني من الفرحة بعد ما اذهبت عنها الحزن
والان يحين ذهابي الى المهمة الخطرة
والمجازفة المميتة
وهي اخباري للسلطان بهذه العلاقة
وانا على يقين بما سيحدث وكيف تكون ردة فعله ولكني سافعلها
نمت ليلتي تلك بقلق عظيم اذا انني ساصبح وليس لي الا الذهاب الى السلطان
اصبح صباحا مشرقا جميلة ذا نسيم طروب
واصوات العصافير في حدائق القصر تؤدي الحانها كعادتها
وانا اشعر بسعادة تخلتلط بالخوف والياس
انه شعور لايعلمه الا من جربه
ذهبت مباشرة الى الملك فهو اخي واصغر مني ولا احد يتجرأ لان يخبره بهذا الامر سواي
ساكون قوية وشجاعة وسارتب افكاري وساصوغ العبارات
بكلام جميل لابد ان اجعله يقتنع بالامر
لماذا انا خائفة ؟
السلطان رجل قوي الشخصية شديد الغضب
اذا استشاط غضبا احرق الاخضر واليابس هو اخي ولكني انظر اليه ان سلطان
فقد بات الاحساس باخوته يتلاشى منذ زمن
هذه انا اكلم نفسي وانا في طريقي الى السلطان
تعليقات
إرسال تعليق