الطائرة هي مركبة جوية تعمل بالطاقة، وترتفع في الهواء بقوة دفع المحرك. جميعنا يعلم ذلك، ولكن كيف نصل إلى تلك المرحلة؟ كيف تتم صناعة الطائرات لكي تطير في الهواء؟
هل تتم صناعة الطائرات بالجملة مثل الماكينات الصغيرة؟ أم تتم صناعة كل طائرة على حدة مثل المنتجات اليدوية والانتيكات؟ أم أن الإجابة مزيج من الفكرتين؟
تستغرق صناعة شيء بهذا الحجم ويستطيع التحليق في السماء العديد من مراحل التصميم والصناعة المختلفة. دعنا نلقي نظرة معاً على هذه المراحل لنتعلم كيفية صناعة الطائرات.
مرحلة التصميم
يتم تحديد أهداف ومواصفات الطائرة أثناء مرحلة الإعداد والتصميم. في البداية يتم استخدام الرسومات والأرقام، يتم استخدام أجهزة الكمبيوتر الحديثة خلال هذه المرحلة لتصميم الطائرة.
ثم تأتي مرحلة المحاكاة، يتم استعمال الأجهزة الكمبيوتر ثانية لتصميم برامج محاكاة لتجربة التصميم.وبعد ذلك يتم صناعة نماذج صغيرة للطائرة، أو لبعض أجزاء الطائرة لتجربتها في أنفاق هوائية واختبار الديناميكا الهوائية الخاصة بها.
يمكن أن تستغرق مرحلة التصميم والتخطيط حتى 4 سنوات.
مرحلة الصناعه
تتكون الطائرة من عدد من المركبات الرئيسية مثل جسم الطائرة، والأجنحة، ومجموعة الذيل، وعجلات الهبوط، بالإضافة إلى محرك أو أكثر.
كل مركب من هذه المركبات الرئيسية يتكون من آلاف القطع الصغيرة، تتم صناعة القطع الصغيرة على حدة ثم تركيبها معاً. عند لحام قطعتين أو أكثر من القطع الصغيرة التي يتم تركيبها في الطائرة يجب أن تخضع العملية لأدق معايير الأمن والسلامة. يحدد برنامج إعتماد الطائرات (ناد كاب) معايير الجودة، ومعايير التحكم في الجودة ومعايير التأكد من الجودة العالمية، وتتبع جميع مصانع الطائرات في العالم هذه المعايير.
يوجد عدد قليل جداً من الشركات التي تقوم بصناعة الطائرات على نطاق واسع في العالم، ولكن يدخل في صناعة الطائرة عدد كبير جداً من المصانع الاخرى بخلاف المصنع الرئيسي.
تقوم المصانع الاخرى عادة بصناعة الأجزاء المكونة للطائرة. أو حتى صناعة الأجزاء الصغيرة التي تكون المركبات الرئيسية التي تكون الطائرة. يمكن مثلاً أن يخصص مصنع بأكمله لصناعة نوافذ الطائرة وحسب. ولأن توزيع التخصص هنا لا يقتصر على المصانع الموجودة في نفس المدينة التي يوجد بها المصنع الرئيسي ولا حتى على نفس الدولة، فقد تأتي أجزاء الطائرة من جميع أنحاء العالم.
مرحلة التجميع
يتم إرسال أجزاء الطائرة بعد الانتهاء من فحصها للمصنع الرئيسي حيث يوجد خط الإنتاج. الآن جميع الأجزاء جاهزة لتركيب الطائرة. أحياناً ما يضم المصنع الواحد خطوط انتاج متخصصة لتجميع بعض أجزاء الطائرة، وخاصة الأجزاء الكبيرة مثل جسم الطائرة وأجنحة الطائرة.
بعد تركيب الطائرة يتم فحصها جيداً للتأكد من عدم وجود أي عيوب أو مشاكل بها. بعد أن توافق لجنة الفحص على الطائرة يتم اختبار الطائرة من خلال عدة رحلات تجريبية للتأكد من عمل جميع أنظمتها بدون مشاكل وضمان قدرتها على التحليق السلس
ولكن هذه المرحلة ليست الأخيرة، فبعد نجاح الطائرة في جميع الإختبارات ومرورها بجميع الرحلات التجريبية يتم الإنتهاء من أي لمسات نهائية تحتاج إليها الطائرة، مثل تشغيل البرنامج الداخلي أو الإنتهاء من الأعمال التجميلية والطلاء.
بعد هذه المرحلة تصبح الطائرة أخيراً مستعدة للإرسال إلى المشتري.
و تنتج مصانع الطائرات ثلاثة أنواع رئيسية من الطائرات:
١- طائرات الطيران العام.
٢- طائرات النقل التجاري.
٣- الطائرات الحربية.
تنقسم انشطة الطيران العام بين الطيران الشخصي و الطيران الترويحي وخدمات الإنقاذ، و معظم طائرات الطيران العام صغيرة في الحجم و ذات محرك واحد او محركين وبعضها مزود بمحركات نفاثة لكن اغلبها تدار بالمراوح، ولكن طائرات النقل التجاري كبيرة و تتسع لنقل الركاب و البضائع أو البضائع فقط، تقوم شركات خطوط الطيران بتشغيل هذه الطائرات و يتسع اصغرها لما يتراوح بين ٢٠ و ١٠٠ راكب و اكبرها يتسع لأكثر من مائة شخص اما الطائرات الحربية فهي تشمل قاذفات القنابل والمقاتلات و الناقلات الحربيه التي تمتلكها حكومات الدول.
مواد صنع الطائرة
تتضمن عملية صنع الطائرة العديد من المواد لتصنيعها، يمكن أن يدخل الخشب و بعض المواد المركبة والألياف الصناعية و عدة أنواع من المعادن ، كانت الطائرات الأولي يتم تصنيعها من الخشب وتغطى بالقماش و من ثم تطورت صناعة الطائرات وأصبحت تصنع من خليط من المعادن و الالومنيوم و التي تمتاز بقوتها و خفة وزنها ايضاً ولا تقتصر مواد بناء الطائرات على تلك فقط، يدخل أيضا معدن التيتانيوم في بعض أجزاء الطائرات مثل المحرك، و هناك بعض المواد المركبة بوزنها الخفيف جدا مقابل قوتها فقد تصل نسبة المواد المركبة في بعض الطائرات إلى النصف مما يجعل ذلك أحد أفضل الخيارات في عملية بناء الطائرات
تعليقات
إرسال تعليق